عمرو خالد: كيف تحمي العلاقات الثلاث الكبرى في حياتك وتحصنها بتقوى الله؟

كتب- محمد قادوس:

قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن في حياة أي إنسان، يوجد ما يعرف بمثلث العلاقات الكبرى (الأب والأم – الزوجة والأولاد – الأصدقاء)، أما الذين لم يتزوجوا لديهم، فلديهم: (الوالدان – الأصدقاء – الخطيبة– مواصفات الزوج، أو الزوجة التي تتمنى أن يهديها ربنا لك).

وأضاف في ثالث حلقات برنامجه الرمضاني "الفهم عن الله"، أن العلاقات الطيبة أساسها التواصل الفعال الإيجابي خاصة عند المشاكل، أما العلاقات السيئة فهي أول طريق للاكتئاب.

وأوضح أن الحياة تمتلئ بالألم والمعاناة، وقد جعل الله لك هؤلاء الثلاثة من أجل أن يهونوا عليك، وطالما كانت علاقهم معهم بخير أنت بخير، والمحافظة على قوة العلاقات معهم هو أكبر أهدافك في الحياة.

وشدد على أن هناك علاقة عجيبة بين التقوى وقوة العلاقات الاجتماعية والتواصل مع أهلك وأولادك وأصدقائك، أول آية في سورة "النساء": "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ، واحِدَةٍ، وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا". لتحمي هذه العلاقات القوية مع أهلك وأرحامك.. اتق الله

ونصح خالد بتقوى الله في النظر، بغض البصر " يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ"، فلاتستخدم الإنترنت في الأشياء المحرمة، فتفقد زوجة طيبة كأن ربنا يحضرها لك في المستقبل.

كما نصح بتقوى الله في المال، "حتى لا تفقد أولادك وينقلبوا عليك في ثانية"، وكذا حث على تقوى الله في الزوجة/ الزوج، "إياك ظلم زوجك/ زوجتك فتفقد رمضان"، و"إياك وغضب أبيك وأمك، فتخسر كل شيء في حياتك– فهما سر حياتك".

أقوى وسيلة لتقوية علاقاتك العائلية.. تقوى الله

ولاحظ خالد أن هناك سرًا عجيبًا في التقوى، "فإنها تفتح قلب أهلك ليحبوك ويسمعوك ويساعدوك ويحترموك ويقدروك ويودوك، يشرح وصدور الناس لك ليسمعوك، أما ترك التقوى فإنه يصد نفوس الناس، عن أن تسمعك أو تودك أو تقدرك، ويسد قنوات الحب والود والقدرة على التواصل".

وتابع: "انشراح صدرك وانشراح صدور الناس لتسمعك مرتبط بتقواك.. سورة الشرح " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ" كيف ينشرح الصدر؟.. ينشرح الصدر بالتقوى " وَوَضَعنا عَنكَ وِزرَكَ* الَّذي أَنقَضَ ظَهرَكَ". أما عدم التقوى فمعناها أن ظاهرك غير باطنك، ظاهرة فتشك الناس في ثقتها فيك".

وحذر من أن "تفقد تقواك فيحرمك الله من حضن أمك وقرب أبيك فتفقدهما لا قدر الله، أو يظلا موجودين لكن لا حنان ولا حوار بينكما، احذر أن تفقد تقواك فيحرمك من صحبة صالحة كانت دعمًا وسندًا لك، احذر أن تفقد تقواك فيحرمك من لذة مناجاته، يارب عصيتك ولم تعاقبني، ألم يحرمك لذة مناجاته"؟.

وأوضح أن "التقوى ميزان وترومتر علاقاتك كلها، التقوى عجيبة الأثر.. فيها سر عجيب "وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا".

وأشار إلى أن كل قاعدة ولها استثناء، وقد يبتلى الإنسان في أحد من أهله فيعوضه الله بتقواه، إبراهيم عوضه الله عن أبيه بذريته، فهو أبو الأنبياء كله، يوسف تاب إخوته واجتمع الشمل، ونوح عوضه الله عن ابنه بأن جعل باقي البشرية إلى اليوم من ذريته.

وذكر خالد أن القرآن دائمًا يربط التقوى والإحسان.. لا تقوى بلا إحسان.. ولا إحسان بلا تقوى، "لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيم"، "إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ"، " وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا"، "إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ".

وقال إن الإحسان والتقوى يصلحان علاقات البيوت التي وصلت للنشوز والإعراض، "وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا".

وختم خالد بذكر ثالث قواعد الفهم عن الله، وهي: "احم مثلث العلاقات الذهبية الكبرى في حياتك: بتقوى الله والإحسان".

شاهد الحلقة: